مـــنـــتـــديـات فـــلـــه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـــنـــتـــديـات فـــلـــه

أهــــلاوســـهـــــلا بكمـ في مــنــتــديـــات فـــلـــة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحية والحب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق تربة
نــــائـــب المـــديــر الــعــام
نــــائـــب المـــديــر الــعــام



عدد الرسائل : 115
تاريخ التسجيل : 22/12/2008

الحية والحب Empty
مُساهمةموضوع: الحية والحب   الحية والحب Icon_minitimeالأحد يناير 18, 2009 8:07 am

الحية والحب



تنعم قريتنا بالجمال .. بالهدوء .. يظللها النخيل الطيب بالحب .


ينتشر بين أرجائها شذي زهور الليمون .. رجالها طيبون وأيضا النساء .


في حبها متفانون . على طرقاتها أشجار الفل والياسمين يزرعون .


حتى أصبحت حديث كل القرى التي حولنا . عنها في سهراتهم يتكلمون .


وجمالها يحسدون . فتياتها وفتيانها ورثوا حب القرية عن الآباء والأجداد .


فالكل يتفانى في مصلحة الآخر . والاحترام متبادل بين الجميع .


حتى حطت هي رحالها في قريتنا ... من هي ؟؟؟ إنها فيروز الجميلة . جاءت من


الشرق أو من الغرب .... لا نعرف . ناعمة الملمس كالحرير .ضحكاتها وردية .


كلماتها لها رنين ذهبي ساحر . اتجهت مباشرة إلى منزل عم (فاروق) . كبير


قريتنا .... هل هذه صدفة ؟؟؟؟ كنا وقتها لا نعرف . أحسن هو وفادتها .


وأسكنها في أجمل منزل في القرية . بدأت تصبح منا في أيام معدودة .


فهي تستأثر بالقلوب بسرعة الصاروخ .


كانت تمشى في طرقات قريتنا بدلال تتمايل على ألحان عبارات


الغزل من شباب القرية .ولم لا وهم يروها تستحسن هذه الكلمات .


تخضع لهم بالقول . تخرج من بين شفتيها عبارات الاستحسان لكل من يغازلها .


وفى بعض الأحيان هي التي كانت تغازلهم . تغيرت القرية .


أصبحت صاخبة على غير العادة الكل يغازل ويتغزل .


أصبح جنون الغرام هو سيد الموقف . ترك الشباب دروسهم أو أعمالهم . تبعوها


كالمسحورين إلى ساحة القرية . يغازلونها وتغازلهم بعد أن خلعت عن وجهها


غطاء الحياء . وجدوا فيها ما لم يجدونه في بنات قريتهم . وجدوا الدلع والدلال .


لم تكتفي بذلك بل فتحت متجرا في قلب القرية .كل بضاعته كلمات الحب الجوفاء


مثل فقاعات الصابون التي كنا نلهوا بها ونحن صغار.. .بضاعتها بلا نقود .


المطلوب أن تدفع ثمنها أيضا كلمات كفقاعات الصابون تتطاير في


الهواء .انتشرت التفاهة في قريتنا المحبوبة ازداد البغض بين الشباب . والغيظ


ينتفخ في قلوب كل بنات القرية . كل هذا وأنا مازلت أتفرج أشاهد ظاهرة مجنونة


أحاول أن أستوعب ما تحدثه هذه الــ ( فيروز ) . التي جاءت الرياح بها إلى


قريتنا من الغرب أو الشرق .... لا نعلم . حتى جاء ذلك اليوم . عندما وجدوا


( عوضين ) أبن الثامنة عشر مقتول عند الساقية المهجورة . تقرير الطبيب


الشرعي يقول أنه قد لدغ وبعدها قد تم عصره . أنتشر الخبر هناك ثعبان وحش


بالقرية . الكل قد خاف . قاموا بلم الأطفال من شوارع القرية . أغلقوا الأبواب


عليهم . فالأطفال صغار الحجم والثعبان الوحش لن يعصرهم بل سيبتلعهم بكل


سهولة . بعدها بثلاثة أيام وجدوا ( رمضان ) وعمره عشرون سنة أيضاً مقتول


عند الساقية المهجورة . نفس التقرير السابق . لدغ ... ثم عصر . ارتبكت


القرية . أصحاب الحقول التي ناحية الساقية تركوها . هجروها . ذبلت الزراعات


فيها . أما عن فيروز فقد حملت على عاتقها أن تسري عن أهل القرية وتطمئنهم .


زادت من حفلات الغزل المعهودة . حتى جاء الدور على ابن الخمسة عشر عام


( إبراهيم ) قد قتل أيضاً . نفس التقرير . رعب يتطاير في القرية . خرج الرجال


ببنادقهم جماعات بعد أن حثتهم فيروز على ذلك . قالت لهم في الساحة : لا تبقوا


هكذا قوموا تحركوا لا تكونوا كالعجزة والمساكين وتبرعت بالخروج معهم . ألهب


هذا الموقف من فيروز حماستهم . لا فائدة ... فالوحش الثعبان لم يظهر . أجتمع


حكماك القرية في دار عم فاروق . يتكلمون . يتباحثون . يتناقشون . يتوقعون .


وأخيراً انفضوا . فحلاً لما يحدث لم يجدون . حتى جاء ذلك اليوم الذي رأيت


النظرات المتبادلة ما بين فيروز وصديقي ( محمد ) نظرات ذات مغذى . تحمل


فيها رغبات وأشواق وهيام . قلت في نفسي : خسارة يا محمد فأنا سرك ورغم


ذلك لم تعلمني مكنونات قلبك . خرجت هي من الساحة منسلة . خرج محمد


ورائها . دب الرعب في قلبي . فمن الممكن أن يخرج عليهم الوحش الثعبان


ويرديهم قتلى . تحسست سلاحي وقررت أن أتبعهم لحمايتهم . هي تسير ومحمد


خلفها . ياااااا خبر أنهما متجهان إلى الساقية المهجورة . وصلا إلى هناك . خففت


فيروز الجميلة بعض من ملابسها . ومحمد واقف كالتمثال مبهور بلقاء جميلة


جميلات الكون . اختبأت حتى لا يلمحوني وأفسد عليهم سعادتهم . ولكن ما هذا


الذي أرى أن فيروز ينتفخ جلدها من ناحية والناحية الأخرى تظهر نتوءات


تتحرك . أنها تنبعك كمن لا عظم لها . ومحمد واقف لا يتحرك . بدأ ينشق جلدها


يخرج منه شيئ ومحمد لا يتحرك . لقد خلعت عنها جلدها البشري وبدأ تنسلخ من


داخلها حية ضخمة قرناء . محمد لا يتحرك وأنا أيضاً لا أتحرك . يا للهول ... أن


فيروز ما هي إلا حية مسحورة أو وحش ... لا أعلم ... لا أعلم . أخذت الحية


تتراقص . تتمايل . ومحمد لا يتحرك ... تتجه إليه وهو أيضاً لا يتحرك . إبتسامة


بريئة على وجهه . أما أنا فقد نسيت الحركة ونسيت الكلمات ونسيت حتى كل


الأصوات . بدأت الحية تلتف حوله . غرست نابيها في جسده . تحقنه بالسم


المعسول وهو أيضاً مبتسماً . سمعت طقطقة عظامه وهي تتكسر . وأخذت تنهش


فيه . ثم بدأت تمتص رحيق شبابه . وأنا لا أقوى على الحركة . حتى الدموع قد


تحجرت في عيناي . رجعت الحية إلى الجلد الذي خلعته . دخلت فيه مرة أخرى


ارتدت ملابسها . حاولت إمساك سلاحي بيميني لكنها قد شلت حاولت بيساري


هي الأخرى أيضاً قد شلت . ألتفتت نحوي . أه .... أنها قد رأتني . أبتسمت


ابتسامة باهتةً صفراء باردة كالموتى . قالت لي : على مايبدو أنك شاهدت وعلمت


بالسر لكنك لن تتكلم . أحمرت عيناها ثم ازرقت . شعاع يخرج من عينيها . يتجه


نحو لساني المتدلي من هول الصدمة . حاولت الكلام لكن لسان قد جف . أصبح


صلباً كالصخرة . تركتني وهي تضحك ضحكات مجنونة كساحرة شمطاء . ثم


اتجهت إلى القرية . لم أعلم كم مر زمن وأنا في هذا الحال . أخيراً استطعت أن


أحرك قدماي . تبعتها إلى القرية . أتلفت عليها . وجدتها في الساحة تتغزل في


الشباب . يتغزلون فيها . وهي تتمايل تتراقص على نغمات الغزل الصادرة من


قلوبهم الولهانة . لاحظت شقيقي الأصغر كريم ينظر لها بكل الشوق . وهي تنظر


له نفس النظرات . حاولت أن أصرخ لكن ..... لا صوت . حاولت أن أشير لهم


لكن ..... لا حركة . خرجت منسلة من بين الجمع ... تبعها كريم . قررت أن


أجري ورائهما لتأخذني بدلاً منه . نفس النظرات الزراقاء اتجهت إلى قدماي .


تيبست في الأرض قدماي. وهي تسير وأخي كريم يمشي ورائها مبتسماً .




منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحية والحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـــنـــتـــديـات فـــلـــه :: الرئيسية :: المنتديات الأدبية :: منتديات القصص والروايات-
انتقل الى: